المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي 482922
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي 482922
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جمعه الناصري

جمعه الناصري


عدد المساهمات : 263
نقاط : 55258
تاريخ التسجيل : 05/05/2009
المزاج : حب الله والرسول ونصرة الامه الاسلامية

آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي Empty
مُساهمةموضوع: آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي   آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 5:01 am



أيها الإخوة الأعزة:

كم أمرنا الله جل جلاله في كتابه بتدبر آيات كتابه، فقال سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال:2) .

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة:121).

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)

وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليلة الكاملة يتلو الآية والآيتين ، كما فعل عند قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (المائدة:36-37) ظل يرددهما ويبكي إلى قرابة الفجر.

روى البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود وهو على المنبر: اقرأ علي. قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا )، قال: حسبك الآن. فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

وكذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف أحدهم عند الآية الواحدة ليلة كاملة يتدبر معانيها ، ويظل شهراً في حفظ سورة يتشرب إيمانياتها.

بل ويجلسون السنوات في تدارس القرآن الكريم .

وقد أثر عن الإمام نور الدين السالمي رحمه الله أنه إذا جلس بعد الصبح مع تلامذته لقراءة القرآن يأمر كل واحد منهم إذا انصرف من الحلقة أن يختار آية واحدة مما تلى فيذهب ليبحث عن معناها.

وما أحسن ما قال العلامة أبو مسلم الرواحي رحمه الله في وصف أولئك الصالحين الذين يتدبرون كتاب الله:

"وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليله يتدبرها، وصعق جماعة منهم عند القراءة، ومات جماعة، وهذا مقام الخواص الذين استولى عليهم الخوف والرجاء والإخلاص، وفهموا عن الله فهما طاشت به نفوسهم، وزهقت به أرواحهم، فأين حالنا من حال هؤلاء؟! وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال إبراهيم الخواص: " دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين".

فلا تغترر بكثرة المتهالكين في ترك هذه الآداب، قال الفضيل بن عياض: " لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها، ولا تغتر بكثرة الهالكين ".

إخوتي:

ما رأيكم أن يكتب كل واحد منا آية أو عدة آيات غيّرت بعض سلوكياته، أو كان لها تأثير خاص في نفسه، أو شدت انتباهه إلى معنى أو فكرة ما كان يلتفت إليها؟

لا شك أن القرآن كله عبر وكله فكر وكله مؤثر، لتكتب عدة آيات في مناسبات متعددة في مشوار حياتك وأنت تقرأ القرآن أو تسمعه أو تتذاكره، ثم بيِّن كيف حصل ذلك ؟ وبماذا نبَّهك؟

وسبدأ بآية هنا وأنتظر من كل واحد أن يشاركنا في هذا الموضوع الشيق.

كنت أتلو يوماً في سورة الحاقة قول الله عزوجل ( يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية ) وكنت أستحضر المعنى الذي قرأته قديماً في تفسيرها بأن الأعمال هي التي تعرض فلا يخفى منها شيء، ولكن شد انتباهي كلمة ( تُعرضون ) فكررت النظر في الآية فقلت: ألا يمكن أن يكون الإنسان بنفسه هو الذي يُعرض؟ ماذا لو كان يعرض هو بنفسه على نفسه كمن يسجل فلماً فيرى صورته ويسمع صوته بكل ما سجَّل في ذلك الفلم أو البرنامج.

وعمر الإنسان شريط طويل يضم جميع الأحداث التي مرت على الإنسان ومر بها الإنسان، وكل ما قال وفعل من خير أو شر، من حق أو باطل، من طاعة أو معصية ، في سر أو علانية، مرت عليه لحظات الطاعة بلذائذ المنجاة وقدسية الروح، فكان يحلق بروحه في عليائها.

ومرت به لحظات العصيان فكانت كيّات من نار تحرق قلبه وتظلم حياته فيركبه هواه ويعصي مولاه.

مرت به لحظات في جوف الليل يتسلل خفية عن الأعين ليركع ويتذلل في محراب العبودية، ويسكب دمعات التوبة والإنابة، يخاف من أن يثني عليه الناس فلذلك يخفي عبادته ويحوطها بالإخلاص.

أو تسلل خفية ليتصدق بالصدقة ، أو يعين محتاجاً أو يعلم علماً، أو ينفع الناس.

مرت عليه لحظات العصيان وهو يختفي وراء الجدر والأستار ليزني أو يشرب الخمر أو يسرق أو يحتال ويفسد في الأرض.

ألا يمكن أن يكون معنى الآية يشمل كل ذلك فيراه الإنسان حرفا حرفا وحدثا حدثا ولحظة لحظة، ويراه الخلائق من الأولين والآخرين في يوم ( لا تخفى منكم خافية )؟

فإما يكرم ويعظم أو يفتضح على رؤوس الأشهاد.

ظللتُ مع هذه الآية ربما أبحث عن مَن يؤكد لي ما يدور بنفسي من معانيها، أغفل عنها تارة وأعود لأتذكرها في أوقات أخرى.

في يوم كنت أستمع لدرس في العقيدة من سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بارك الله في عمره، فإذا به يذكر هذه الآية ويذكر أنه لا يبعد أن يعرض الإنسان فيرى فعله خطوة بخطوة ولحظة بلحظة، يراها كما فعلها، فلا يستحيل الله على الله شيء بأن يري العبد شريط حياته وما سطر فيها.

لا شك بأن سماحته لا يستبعد هذا المعنى مع أن تفسيرها هو عرض الأعمال كما هو تفسير العلماء.

ساعتها أدركتُ أن القرآن له معانٍ عظيمة ومرامٍ بعيدة، وأسرار عميقة، يكتشف الإنسان بعض معانيها بكثرة التأمل، وسيظل زاده لكل الأجيال في كل العصور لا ينفد ولا ينقطع.

ولي عودة مع آيات أخرى بعد ما تتفضلون به من مواقف عرضت لكم.

******************

تعقيب: أم حفص

---------

كلمة يقشعر لهولها الجسد ..

وما ذلك على الله بعزيز ..

سمعت قريبا بأن الكلام الذي يتحدث به الإنسان لا يذهب أو يزول .. إنما هو باقٍ في الطبيعة ..

كل ما تكلم به منذ خروجه من بطن أمه حتى آخر لحظة ..

ويسعى بعض الغربيون إلى اكتشاف جهاز يمكّن من رصد وتجميع ما تكلم به الإنسان ..

هل نتصور أن يأتي يوم ونسمع فيه جميع ما تحدثنا به منذ خرجنا إلى الدنيا حتى اللحظة ؟

في حين أنّا كنا نحسب أن ما نتحدث به يذهب ولا يبقى له أثر سوى ما سجلته الملائكة ..

حقا نحن في غفلة .. نحن لاهون ..

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ..

أستاذنا القنوبي .. بارك الله فيك ..

*******************

تعقيب: مؤمن

-------

صدقت أخي الكريم بارك الله فيك ونفعنا بعلمك الغزير ...

فكلامك ذو شجون ....

وخاصة ما يختلج في قلب الإنسان من مشاعر وأحاسيس بينه وبين ربه ، فهي من أسمى وأحلى الأحاسيس...

وما من مؤمن إلا ومرت عليه لحظات من النقاء ....

ترقرقت الدموع في عينيه....

وانسابت كقطر الندى بين جفنيه ، وهو يتلوا كتاب الله العزيز ...

يتدبر ويستشعر مقام العبودية ...

قال تعالى :

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ

لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا

وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) سورة أل عمران

من الآيات العظيمة التي تبعث الرهبة من المسير والمصير ...

والرغبة في التفكير في مخلوقات الله القدير ...

خوف ورجاء ...

ود وصفاء ...

إدكار واعتبار ...

وكل شيء عنده بمقدار ...

****************

تعقيب: محب القرآن

------------

مواقف جميلة للمتأملين من محاضرة موجودة على موقع القبس بعنوان: هل من عودة للقرآن؟؟

للشيخ عبدالله بن عامر العيسري بارك الله في عمره:

القصة الأولى: الأدميرال البحري وتأمله في القرآن الكريم

كان أحد من المسلمين، لعله يعمل في البحرية، فعندهم أدميرال (رتبة من الرتب العسكرية البحرية ) فهذا الأدميرال يسمع عن القرآن الكريم لكنه لا يعرف عنه شيئا ولا يعرف العربية ، وطلب من هذا المسلم أن يعطيه نسخة من القرآن فأعطاه النسخة، و ظلت عنده أيام يقرأها ثم رجع إلى صاحبه المسلم فقال له : أريد أن أسألك : محمد في أي منطقة ساحلية من العالم يسكن ؟ فأجابه : بأنه لم يسكن في مناطق ساحلية، فقد سكن بين جبال مكة ، ثم انتقل إلى المدينة و كلاهما ليست بمنطقة بحرية ، فقال الأدميرال : إذن هو كان يتعامل كثيراً مع البحر ومع البحارة. قال له : لا في حياته لم يركب البحر و لا مرة واحدة . قال الأدميرال : هذا الكلام لا يعقل، فالكلام الذي وجدته في هذا القرآن لا يمكن أن يقول به إلا إنسان متخصص في علوم البحار ليس مجرد معلومات تكون لديه فحسب ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ *فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) ( الرحمن: 19 – 22 )، حتى أنه بعد ذلك جاء يصف الحالة النفسية للإنسان لما يركب البحر (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ* فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( يونس: 22 ، 23 )، ومثل قوله تعالى (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ ..) ( النحل: 14 ) إلى غير ذلك من الآيات ، حتى لما وصل الآية التي تصف العواصف والأعاصير ونحو ذلك يقول الأدميرال : بعض هذه الأمور إلى وقت قريب لم تكن معلومة عند الناس، لأنه مهتم بشؤون البحار.

القصة الثانية: العالم المعماري و تأمله في القرآن الكريم :

الدكتور محمد مكية وهو أحد مشاهير المعمارين في العالم الإسلامي جمعتني به جلسة في إحدى المرات، فكان ينعى على المعماريين الإسلاميين أنهم لا يقرؤون القرآن بفكر المعماري يقول: نحن المعمارين لو رجعنا إلى القرآن لوجدنا فيه الكثير من الدلالات والإشارات التي ينبغي أن نقرأها بطريقة تختلف عما يقرأها الإنسان العادي، فمثلا قوله تعالى (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) ( الطور: 5 ) لماذا والسقف المرفوع ؟ هل هناك إشارة معينة إلى أن متانة البنيان أو نحو ذلك تكون إذا كان السقف مرفوعاً ، وأيضا قوله تعالى (عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ ) ( التوبة: 109 ).

أقول في نفسي :

هناك إشارات أخرى تتصل بهذا، فأنا الآن مشتغل ببناء بيت وأتعبتني مسألة، كثيراً ما أتعبت الناس المشتغلين ببناء البيوت وهي الشقوق التي تحصل بعد ستة أشهر أو بعد ثمانية أشهر, وتجد أيضاً البناء لا يأتي مستقيماً، فمع التأمل في الكتاب العزيز تجد أنه لا يمكن لبناء مهما طال به العمر أن يبقى مستقيماً، وأنه لا تكون فيه شقوق لماذا ؟ لأن الله سبحانه و تعالى ذكر ذلك في الكتاب العزيز فقال : ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ ) ( الملك: 3 ) يعني يا بشر مهما فعلتم فعملكم أوصناعتكم لا بد أن يكون فيها تفاوت، إذا لم يكن اليوم فغداً (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ )، هل توجد شقوق في السماء أو في خلق الله تعالى (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) حتى تتأكد (يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ ) ( الملك: 4 ، 5 ) لما وجدت هذه الآيات وكأنني أقرأها لأول مرة، قلت للعمال : اكملوا البناء ؛ لأن هذه الشقوق إذا لم تظهر اليوم ستظهر غداً، و يدلك على ذلك القصور التي يشتغل أصحابها بتشييدها يوجد فيها قسم للصيانة ، وما وجد هذا القسم إلا لأن هناك شقوقاً أو خللاً سيظهر في ذلك البناء يحتاج إلى أن يصان مرة أخرى .

و قد ظهر الآن علم من علوم اللغة يسمى " علم الصوتيات"

علم الصوتيات و أثره في تأمل القرآن:

الآن ظهر علم من علوم اللغة يسمى " علم الصوتيات " وفحواه أن الكلام إذا كان بليغاً تجد بأن إيقاع الكلمة وجرسها الموسيقي ، والحروف التي تتركب منها الكلمة لها علاقة بالمعنى الكلي بذلك الكلام الذي يقال ، لو جاء الإنسان ليجمع ما في القرآن من هذا القبيل لوجد شيئاً عجباً يحتاج إلى مؤلفات .

على سبيل المثال في سورة يوسف لما كان يعقوب عليه السلام دائما يذكر ابنه يوسف أبناؤه غضبوا من هذا الموقف و انزعجوا، يقول الله سبحانه وتعالى ( تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ ) ( يوسف: 85 ) تجد حرف التاء تكرر ثلاث مرات متتالية حتى ترسم صورة ذهنية للقارئ وكأنه يرى المشهد ماثلاً أمامه، وإخوة يوسف قد غضبوا عليه.

و في نفس السورة لما اجتمعت امرأة العزيز مع عِلية النساء (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا ) ( يوسف: 31 ) ولكن ما الذي دعاها إلى ذلك ؟ دعاها سخرية النساء منها عندما قلن: ( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) ( يوسف: 30 )، حرف الهاء في اللغة العربية إذا جاء في آخر الكلمة يدل على التهكم و يدل على السخرية، فترى الهاء قد توالت ثلاث مرات ( فَتَاهَا، شغفها، لنراها ) حتى يمكن للواحد أي يقول: "ها ها ها " متهكماً، فيتخيل هذه الهاء وهي تخرج ، والأمثلة على ذلك كثيرة إذا أخذا الإنسان يتأمل في القرآن الكريم .

مرة كنت أقرأ سورة القصص فوجدت أن الله سبحانه وتعالى يقول عن موسى عليه السلام (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ( القصص: 14)، فلما جئت لأقرأ سورة يوسف وجدت عن يوسف عليه السلام (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ( يوسف:22) بدون: (وَاسْتَوَى) فلماذا موسى (واستوى) ، و يوسف بدون ذكرها ، و ما زلت أبحث عن السر في هذا قد أجده و قد لا أجده، ولكنني إن وجدته فتلك نعمة منَّ الله تعالى بها علىَّ ، و إن لم أجده فيكفي أن الإنسان حاول أن يجد .

كذلك اليوم في الحرم الطاهر كنت أقرأ في سورة هود قول الله تعالى في قصة نوح (حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) (هود:40) فلماذا الله سبحانه و تعالى بدأ بذكر الحيوانات ، ولم يقل احمل فيها أهلك و من آمن، ومن ثم ذكر من كل زوجين اثنين، مع أن الآيات الأخرى تشير إلى أن الإنسان مكرم ، و أن هذا الكون خلق للإنسان كي يستغله و يستثمره ، فلا بد من علة هناك في التقديم ، ثم لماذا خصص أهل نوح عليه السلام و لم يدرجهم مع من آمن ؟ فهذه أمور تحتاج أن يتأمل فيها الإنسان .

و مرة أخرى كنت أقرأ في سورة يونس فوجدت أن الله سبحانه وتعالى حكى في قصة موسى عليه السلام عندما اشتد الأمر وأخذ فرعون يقتِّـل، وما حكاه الله تعالى عن الابتلاءات التي ابتلي بها بنو إسرائيل قال: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (يونس:87) ، فـ (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) مفهومة ، و لكن واحد يعاني من تلك الفتن، فيقول الله تعالى له الحل : اجعلوا سكنى قومكم بمصر واجعلوا بيوتكم متقابلة، لماذا الحل يكون هكذا ؟ لماذا لما يعاني شخص من جبار وطاغية يقال له الحل اسكنوا في هذه البلاد ، اجعلوا بيوتكم متقابلة ، مع البحث و التأمل وجدت أن علماء الاجتماع قالوا بأنه لا يمكن أن ينشأ عمران حضري إلا بشرطين الأول : تأسيس المواطنة( تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ) اجعلوهم موطنين لمصر ، والثاني : أن يكون النسيج الاجتماعي موحداً ، فلا يكون رجل جاء من هذه البلاد وآخر من تلك البلاد ، و إنما يكون نسيجاً اجتماعياً موحداً ، و هذا ما فعله الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لما خط المدينة خططاً فقال : هذه لبني سالم وهذه لبني عوف وهذه لبني النجار، وهذه لبني فلان ، (واجعلوا بيوتكم قبلة ) أي كلها في منطقة واحدة ، بعد أن يتكون هذا تأتي الخطوة الثالثة (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ).

*********************

تعقيب: هبة الله

---------

تمر على الإنسان أحياناً كثيرة تتأثر نفسه بآيات الكتاب العزيز، والحقيقة ما ذكره الاخوة بالفعل مواقف مؤثرة..

سأنقل لكم موقف حدثت لفتاة أعرفها..أنا كتبت قصتها في المنتديات القديمة..ولا ضير في نقلها هنا..

فتاة في العشرينات من عمرها

ابتلاها الله بمرض منذ سنوات...عاشت تصارع آلام المرض الجسدية إلى جانب الآلام النفسية في بعض الأحيان

وكثرت التأويلات حول أسباب مرضها دون أن تصل إلى نتيجة..

وبينما هي في حالة يأس وإعياء شديدين هرعت إلى من لا يعجزه شيء وإن عظم..

أمسكت بالمصحف وفتحته فوقعت عينيها على قوله تعالى من سورة يونس "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " أحست في نفسها أن هذه الآية هي رسالة لها من ربها حتى تكون على يقين بأن الأمر كله لله..

وليس لمخلوقٍ أن يجلب نفعا لآخر أو يصيبه بضرٍ إلا بإذن الله

أحست بارتياح... وأصبحت هذه الآية سلواها عندما تتذكر كلام وتأويلات المعالجين ، أو يصارعها المرض.

اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا جلاء، ولأسقامنا دواء، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

يا أرحم الراحمين.
آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي 435155


عدل سابقا من قبل جمعة الناصري في الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 4:32 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عنوان الغموض




عدد المساهمات : 29
نقاط : 53691
تاريخ التسجيل : 10/08/2009

آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي   آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 3:43 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

موضوع رائع اخي سلمت يمناك ..

استمتعت بقراءته ..

لكن اكثر ما اثر في هو موقفي من الموت ...!!!

الموت ...

كلمة عانيت منها ..صحوت و نمت و هي ترن في اذني ...!!

ليالي امضيتها افكر ...

كان هذا قبل كثير من السنوات ...

لكن لهذه الكلمة اثر كبير في كل شيء ,,,

موضوع رائع اخي شكرررررررررررررررررررراااااااااااااااااااااااا لك ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أشجان

أشجان


عدد المساهمات : 234
نقاط : 54931
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
المزاج : متيقنة بقضاء الله

آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي   آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 11:06 pm

سلمت يمناك أخي على الموضوع الرائع

كلمات تغوص بعيدا في النفوس....

لتخرج الكنوز المردومة بين أنقاض الدنوب

لي عودة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آية أثرت في نفسي وغيرت منهج حياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صورة جذابة أثرت في أخواتنا المتبرجات
» نفسي الفداء لكل منتصر حزين
» (( ~~ حياتي بلا أغاني ........... لها أحلى المعاني ~~ ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام :: منتدى اقلام فرسان الاسلام-
انتقل الى: