المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
لترتقي فتاة الإسلام 482922
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
لترتقي فتاة الإسلام 482922
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لترتقي فتاة الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جمعة الناصري
Admin



عدد المساهمات : 263
نقاط : 55305
تاريخ التسجيل : 05/05/2009

لترتقي فتاة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: لترتقي فتاة الإسلام   لترتقي فتاة الإسلام I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 3:08 pm

لترتقي فتاة الإسلام
للشيخ العالم ا: أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي حفظه الله تعالى
******************
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، أشهد أن لا اله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالمحجة
البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله
وصحبه إلى يوم الدين. أما بعد...
فيقول الله تعالى: } يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم
مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيرًا وَنِسَاء {.
لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يجعل الإنسان كغيره من المخلوقات، فيدع غرائزه تنطلق
دون علم أو وعي أو تفكير ويترك الاتصال بين الذكر والأنثى فوضى دون قيد بل وضع
النظام الذي يلائم الجنس البشري، والذي من شأنه أن يحفظ كرامته وشرفه ويصون عرضه .
فهذه محاضرة ألقاها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي - حفظه الله تعالى- بعنوان
«واجبات الفتيات في الإسلام» تحدث فيها عن دور المرأة في المجتمع فإذا صلحت المرأة
كان الصلاح للمجتمع والاستقامة والرفعة إلى المرتبة الإنسانية وإذا انحرفت انحرف
المجتمع عن الجادة والطريق المستقيم الذي رسمه الله تعالى للإنسانية .
أقدمها لكم – أخوتي في الله– عسى أن يعم بإخراجها النفع والفائدة وأن تكون تبصرة
لكم وذكرى في طريق التبليغ والدعوة إلى الله ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل
في ميزان حسناتنا ، والله يقول الحق والهادي إلى سبيل الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
حرر يوم السبت : 9 من جماد الأولى 1420هـ
الموافق 21 من أغسطس 1999م
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحاضرة :



الحمد لله العلي الأعلى الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى، من
نطفة إذا تمنى، وشرع لكل منهما من القوانين ما ينسجم مع متطلبات الفطرة، وطبيعة
التكوين. أحمده تعالى بما هو له أهلاً من الحمد وأثني عليه، واستغفره من جميع
الذنوب وأتوب إليه، وأومن به وأتوكل عليه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، من يطع الله ورسوله فقد رشد،
ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده
ورسوله، أرسله الله بالحجة القاطعة، والدعوة الجامعة، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة،
ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، صلوات الله وسلامه
عليه، وعلى آله وصحبه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته وسار على نهجه ودعا
بدعوته إلى يوم الدين. أما بعد،،،
فسلام الله عليكم أيها المسلمون ورحمته وبركاته.
ما أسعد هذه الفرصة أن نلتقي بكم في هذا المسجد الشريف لندرس ما علينا من واجبات
اتجاه ديننا الحنيف الذي فيه عزتنا في الدنيا وسعادتنا يوم القيامة، ولقد سبق في
آخر جلسة حضرتها في هذا المسجد الشريف أن تحدثت عن واجبنا نحو الشباب المسلم وعن
واجب هذا الشباب المسلم، و في هذا اليوم أود أن أتحدث إليكم عن الجنس اللطيف، فكما
تحدثت في المحاضرة الماضية عن الشباب وواجبنا اتجاههم وواجبهم اتجاه دينهم، أود أن
أتحدث في هذه المحاضرة عن الفتيات وإذا كانت للفتيات لا يسمعن حديثي فبالإمكان أن
يوصل هذا الحديث إليهن عبر التسجيل كما يمكن لكل زوج أن يحدث به زوجته ولكل أب أن
يحدث به ابنته ولكل أخ أن يحدث به أخته وهنالك واجبات على الآباء، وعلى المجتمع
تجاه هذا النوع من الجنس البشري، الذي طبعه الله سبحانه وتعالى بخصائص معينة، وفرض
عليه تكاليف قد تختلف أحياناً عن التكاليف التي فرضها على الرجل.
استقامة المرأة سبب في استقامة المجتمع وانحرافها انحراف المجتمع



ولا ريب أن استقامة المرأة من أسباب استقامة المجتمع، فبقدر
ما تكون عليه المرأة من استقامة وصلاح وتباع لأمر لله، وتجنب لما نهى الله سبحانه
وتعالى عنه؛ تكون النتيجة في المجتمعات التي يتربى فيها الذكور والإناث نتيجة
إيجابية، لأن الأم هي المدرسة الأولى وإذا كانت تربية المرأة تربية سلبية فإن
تربية الجيل كله سوف تكون سلبية، وإذ عدنا وتصفحنا التاريخ وجدنا إسهاماً كبيراً
للمرأة في الإصلاح وفي الإفساد فمن الذين سبقوا إلى الإيمان برسول الله صلى الله
عليه وسلم امرأة من النساء المؤمنات الصالحات وهي أم المؤمنين السيدة خديجة
الكبرى( 1 ) رضي الله تعالى عنها وكان لها إسهاماً كبيراً في دفع عجلة الدعوة
الإسلامية إلى الأمام.
وإذا نظرنا إلى الانحطاط الذي أصيب به المسلمون في القرن الرابع عشر الهجري، وجدنا
للمرأة إسهاماً كبيراً في ذلك،وإنني لا أنكر أن الرجل هو الذي دفع المرأة إلى هذه
المفسدة التي وصلت إلى حضيضها وارتمت إليها بدون مبالاة ولكنها أيضاً تحملت قسطها
من الوزر، فإن الله سبحانه وتعالى قد ضرب للمؤمنين مثلاً للمرأتين: مريم بنت
عمران، وبامرأة فرعون اللعين التي كانت مؤمنة صالحة قانتة ولم يمنع كفر زوجها أن
تلتزم نهج ربها الذي يوصل إلى مرضاته،كما أن الله سبحانه وتعالى: ) ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا
تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ
(.(2)
وهذا يعني أن كل واحد من الرجل والمرأة يستطيع أن يحدد منهج حياته إن أراد أن
يلتزم النهج السوي، وفي هذا أيضاً ما يدل على أن كل واحد من الرجل والمرأة يبوء
بوزره إن انحرف عن الصراط المستقيم.
الفرق التكويني والفطري بين الرجل والمرأة:



إنه من المعلوم أن المرأة خُلقت لتكون أنثى والرجل خُلق
ليكون ذكر، وكل واحد من الأنثى الذكر قد طبع بخصائص معينة، ومحاولة كل واحد منهما
أن يتلبس بخصائص النوع الأخر تعتبر تمرداً على الفطرة، ومعاكسة للطبيعة، قبل أن
يكون ذلك إعراضاً عن أمر الله سبحانه وتعالى وتحدياً لحكمه، ومحاولة المساواة بين
المرأة الرجل في جميع الأمور، إنما هي معاكسة ظاهرة للفطرة التي فطر الله الناس
عليها، والله قد قص علينا نبأ امرأة صالحة مؤمنة قانتة أعلنت في خطابها لربها أن
الذكر يختلف عن الأنثى فقد قال الله تعالى حكاية عن أم مريم: ) رَبِّ إِنِّي
وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ
كَالأُنثَى ((3)
فقد أخبرت هذه المرأة الصالحة القانتة أن الذكر يختلف عن الأنثى، والأنثى تختلف عن
الذكر .
العلم الحديث يؤكد أن الذكر يختلف عن الأنثى
وإذا رجعنا إلى العلم الحديث وجدناه يقرر هذه الحقيقة التي لا مفر منها، فالعلم
الحديث يقرر أن كل واحد من الرجل والمرأة يشتمل جسمه على60 مليون مليون خلية، ولكن
كل خلية من خلايا المرأة تختلف عن خلايا الرجل، فكل خلية من خلايا المرأة عليها
طابع الأنوثة، وكل خلية من خلايا الرجل عليها طابع الذكورة.
وتختلف هذه الخلايا من حيث الطبيعة ومن حيث الشكل أيضاً كما وجدنها مكبراً في
الصور، وليس ذلك فحسب بل الأمر أدق من ذلك، فهناك ما يسمى بالكروموسومات أو
الأصباغ أو الجسيمات اللونية(4)، وهي من الدقة بحيث تقاس بالواحد على البليون من
المليمتر، ولكن مع ذلك فإن كروموسومات المرأة تختلف اختلافاً بارزاً واضحاً عن
كروموسومات الرجل كما وجدنا أيضاً ذلك مكبراً في الصور.



ولقد أدرك كثير من الغربيين الباحثين المنصفين منهم ذكور
وإناثاً، أن الفارق بين الرجل والمرة ليس فارقاً بسيطاً، ومن هؤلاء الكاتب المشهور
«ألكسيس كاريل» الذي ولد في فرنسا،ثم بعد ذلك أتم دراسته في أمريكا وتجنس بالجنسية
الأمريكية وألف كتاباً مشهوراً يسمى «الإنسان ذلك المجهول» فقد قال في هذا الكتاب
ما معناه : «إن المرأة لا تختلف عن الرجل من حيث الأعضاء التناسلية ومن حيث الرحم
والولادة فحسب، ومن حيث التربية، بل الاختلاف بينهما جداً عميق فإن كل حجيرة في
جسمها عليها طابع جنسها، ثم بعد ذلك ندد بالمساواة المزعومة بين المرأة والرجل
وقال: إن المرأة تختلف عن الرجل أيضاً من حيث الاستعداد الذهني ولذلك لا تصلح
المرأة لن تتلقى الثقافة التي يتلقها الرجل، وإنما يجب أن تكون هناك مناهج دراسية
للفتيات تختلف عن المناهج الدراسية التي للفتيان، فهناك خصائص للمرأة يجب أن
تراعى، وهناك مواهب منحتها للمرأة يجب أن تنمى هذه المواهب.
وتحدثت باحثة ألمانية فرنسية عن الفارق بين الرجل والمرأة فقالت: «إن دماغ المرأة
يشغل جانباه بالعاطفة بينما العاطفة تسيطر على جانب واحد من دماغ الرجل، والجانب
الآخر يكون مستعداً للتفكير في الأمور الجدية».
وهكذا تحدث كثير من الأطباء والباحثين الاجتماعين من الغربيين بقسميه «الرأسمالي
والشيوعي» (5) عن هذه الحقيقة وأثبتوها ولم ينكروها، فكيف مع ذلك يأخذ المسلمون في
تقليد أولئك الذين لا نصيب لهم من المعرفة، ولا خلاق لهم من الدين، ويحاولون جهدهم
أن يكابروا فطرة الله التي فطر الناس عليها.
اختلاف الأحكام الشرعية ناتج عن اختلاف الجنس



فللمرأة أحكام كما أن لها خصائص، وللرجل أحكام كما أن له
خصائص، والقرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها -أفضل الصلاة والسلام- عندما
يشرعان للنساء أحكام في كثير من الأشياء تختلف عن أحكام الرجل إنما يلبيان بذلك
نداء الفطرة، ويلبيان حاجات هذه الحياة، فالمرأة يجب أن تراعى أنوثتها، والرجل يجب
أن تراعى ذكورته، وموقف الإسلام من ذلك موقف صارم.
ولذلك نجد في الحديث الصحيح عن النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام-: «أنه لعن
المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال»(6)
الأحكام التي شرعها الإسلام للمرأة
الحجاب الشرعي
ومن هذه الأحكام التي شرعها الإسلام للمرأة الحجاب الشرعي، الذي فرضه الله تعالى
عليها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يشرع الله تعالى الحجاب
للمرأة إلا لأجل صون كرامتها، والحفاظ على عفتها، وبالتالي إنما شرع الله سبحانه
وتعالى الحجاب للمرأة لأجل صون حياة الرجل والمرأة جميعاً، فالله سبحانه وتعالى لم
يؤدب المرأة بالحجاب إلا بعد ما أدب الرجل بالواجبات الاجتماعية التي فرضها عليه،
فقد وجه الله تعالى الخطاب التأديبي إلى الرجال حيث قال عز من قائل: ) قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ((7).
غض البصر وحفظ الفرج



والدين الإسلامي بعيداً عن المفارقات والتناقضات، وليس من
الأمر الطبيعي أن يفرض غض البصر وحفظ الفرج على الرجال ومع ذلك لا يخرج الرجل من
بيته ويفتح عينيه إلا على طوفان من التعري الفاضح، والتبرج الشائن، لذلك كان إتباع
هذا الأمر بالأمر التأديبي للنساء ضرورة لابد منها، فنجد بعد ذلك قول الحق سبحانه
وتعالى: ) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ
أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا
يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (.(Cool
غاية الإسلام من فرض هذه الآداب
إن الدين الإسلامي ليهدف إلى تنقية الشعور وإلى تطهير السلوك ولذلك فرض هذه الآداب
التي فرضها على الرجال والنساء.



من هذه الآداب غض البصر وحفظ الفرج فغض البصر أمر لابد منه
إذ لا يمكن أن يحفظ الفرج إلا بغض البصر؛ فحفظ الفرج نتيجة حتمية لغض البصر، ولذلك
فرض الله سبحانه وتعالى على الرجال أن يغضوا من أبصارهم، وفرض على النساء أيضاً أن
يغضضن من أبصارهن، فكما أن الرجال منهيون عن التطلع إلى النساء ومحاولة الاطلاع
على ما يسترهن من مفاتنهن ومحاسنهن فأمر النساء كذلك بغض البصر ألا يتطلعن إلى
الرجال الأجانب ويأمرن كذلك أن لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.
واختلف العلماء فيما ظهر من الزينة فقيل الوجه والكفان أي لا يباح للمرأة أن تبدي
غير وجهها وكفيها، وقيل ما ظهر من الزينة ظاهر الثياب ويجب عليها ستر وجهها
وكفيها، أيضاً والقولان موجودان منذ عهد الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- وإذا كان
فريق من العلماء يبيح للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها فإنما يبيح ذلك مع أمن الفتنة،
أما مع خوف الفتنة فالمرأة مطالبة باتفاق بأن تستر كل جسمها ستراً كاملاً حتى
وجهها وكفيها وكيف تأمن المرأة الفتنة وهي تخرج في وسط جماً غفير من الرجال فيهم
كثيراً من الذين لا يخشون الله تعالى ولا يتقونه.
الإسلام ينظم الفطرة ولا يعاكسها



والمرأة بفطرتها تحب أن تبدو جميلة وتحب أن تظهِر هذا
الجمال للرجال، وتحب أن تغريه به، ودين الإسلام لا يعاكس الفطرة ولكنه ينظم هذه
الفطرة، فلقد أباح للمرأة أن تتزين وأن تبدي زينتها ولكن إبداء هذه الزينة مطلقاً
لشخص واحد وهو زوجها الذي هو شريك حياتها والذي يستمتع بكل محاسنها والذي يباح له
منها ما لا يباح لأي شخص آخر حتى أقرب قريب إليها، ويباح لها تبدي شيئاً من زينتها
لذوي المحارم الذين لا يتأثرون بما تبديه لهم من زينتها، لذلك نجد في هذه الآية
الكريمة ما يبيح للمرأة أن تبدي زينتها لوالدها ووالد بعلها ولابنها وابن بعلها
ولأخيها ولابن أخيها ولابن أختها إلى أخر ما عددته الآية الكريمة من الرجال الذين
يباح للمرة أن تبدي لهم زينتها.
الطهارة والعفاف والصون يرفع من شأن المرأة
وبجانب ذلك فالإسلام -كما قلت- يحرص كل الحرص على تطهير المشاعر وتنقية النفس،كما
يحرص على تطهير السلوك، ومن ثم نجد قول الحق سبحانه وتعالى: ) وَلَا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ((9) زاجراً للمرأة عن
أن تثير خيال الرجل، فخيال الرجل تجاه المرأة يثيره أي شيء منها، فنبرة الصوت،
وجرسة الحلي، ونفحة الطيب كل من ذلك قد يثير خيال الرجل، وقد يفعل فِعلاً يؤدي به
إما إلى بلبلة فكره، وإما إلى ومحاولة ارتكاب الفاحشة مع المرأة، ولذلك قطع
الإسلام على المرأة والرجل هذا الطريق بما فرضه من هذه الآداب ويؤكد ذلك أيضاً قول
الله سبحانه وتعالى في خطابه لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: ) فَلَا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ((10)



وإذا كان هذا الخطاب يوجه إلى نساء النبي -صلوات الله
وسلامه عليه- ورضي الله عنهن- مع علو قدرهن وعظم شأنهن ومع احترام المؤمنين لهن
واحترام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإكباره لهن لأنهن أمهاتهم، فكيف بسائر
النساء؟ والخطاب الموجه من الله تعالى إلى أمهات المؤمنين أزواج النبي -عليه أفضل
الصلاة والسلام- إنما يدل على أن الحجاب لم يقصد به إلا الطهارة والصون والعفاف،
فتلك النساء الفضليات اللواتي رفع الله تعالى من شأنهن وأعلى من قدرهن يفرض الله
تعالى عليهن هذا الحجاب وينبأهن أنه أراد بذلك تطهيرهن، فكيف تمكن الطهارة لغيرهن
إلا بالتزام هذا الحجاب الشرعي.
الإقتداء بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المهاجرين والأنصار -رضوان الله
عليهم –
فالله تعالى يقول لهن: ) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ
النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي
فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ
الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ((11).



فيجب على النساء المؤمنات الصالحات القانتات أن يتأسين
بأزواج النبي -صلوات الله وسلامه عليه- وأن يلتزمن هذا الحجاب الشرعي الذي فرضه
الله تعالى عليهن، وأن يتأسين بنساء المهاجرين والأنصار -رضي الله تعالى عنهن- في
ذلك قد تحدثت عنهن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- وما كان منهن من
استجابة لنداء الله تعالى والتزام لأمره، مع أن فطرة المرأة كما قلت فطرة تدعوها
إلى أن تظهر جمالها وزينتها، فقد روى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة(12)
-رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله
تعالى: ) وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ( قمن إلى مروطهن(13)
وشققنه واختمرن بهن«(14). وروى أبو داود عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أيضاً
أنها روى أبو داود عن صفية بنت شيبة(15) أنها قالت: «بينما نحن جلوس عند عائشة إذ
ذكرن نساء قريش، فقالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- إن لنساء قريش لفضلاً ولكن
والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار إيماناً بكتاب الله، وتصديقاً بما أنزل، لما
أنزل الله تعالى قوله: ) وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
(وانقلب رجالهن إليهن يتلون ما نزل عليهم من كتاب الله، فكان الرجل يتلو على
امرأته وعلى أخته وعلى ابنته وعلى كل ذي قرابته، ما من هن امرأة إلا وقامت إلى
مرطها المرحل(16) فشقته فاصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات(17) كأن
على روؤسهن الغربان(18)» (19)



وهذا المشهد الذي تصفه أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى
عنها- يتجلى واضحاً في هذا العصر الحديث في تلك النساء اللواتي تطهرن من أدران
«الجاهلية الحديثة»(20)، كما تطهرت نساء المهاجرين والأنصار من أوحال الجاهلية
الأولى. فكثير من النساء اللواتي وقر الإيمان في قلوبهن انقلبن في هذا الوقت على
خلاف ما كانت عليه أمهاتهن وقريباتهن من التبرج، وقد ظهر في كتاب الله ما يدل
أيضاً على حكمة الحجاب فيما أنزل الله في سورة الأحزاب فالله تعالى يقول: ) يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا
يُؤْذَيْنَ ((21).
تجنب الاختلاط مع الرجال في الأماكن العامة
يصون من شرف المرأة وعرضها
فالمرأة إن التزمت الحجاب الشرعي كان ذلك أدنى بأن تعرف بأنها مؤمنة فلا تؤذى بأي
إيذاء، وقد ظهر ذلك بارزاً حتى في وقتنا هذا ففي العام الماضي كنت في مصر، وسمعت
أن فتاة شكت إلى زميلة لها متحجبة أنها كلما مرت في طريقها عاكسها الشباب، فأمرتها
أن تحتجب فاحتجبت فلم يعاكسها أي شاب بعد ذلك، وهكذا فإن الذباب لا يقع ألا على
النتن، ومن الأحكام التي فرضها الإسلام على المرأة تجنب الاختلاط بالرجال فإن
الاختلاط أمر خطير، ولذلك نجد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
«إياكم والدخول على النساء»، فقال له رجل من الأنصار أرأيت الحمو يا رسول الله؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم «الحمو الموت»(22) وفي هذا ما يدل على خطورة اختلاط
الرجل بأية امرأة، ولو كان حماً لها، فالنبي -صلوات الله وسلامه عليه- يشبه الحما
بالموت إذا دخل على امرأة أخيه، فكيف بغيره من الرجال.



فاختلاط الفتيات بالرجال في المدارس أو في المنتزهات أوفي
البيوت أو في أي مكان أخر من أخطر المخاطر فحياته كلها تعاسة وشقاء واحتقار
وازدراء، ولقد أطلعت بنفسي على كثير من القضايا من هذا النوع بسب الاختلاط الذي
يكون بين الرجال والفتيات، فعلى الفتيات المسلمات أن يتجنبن هذه الأماكن،
فالمهرجانات التي تقام ويشترك فيها الذكور والإناث هي من أخطر المخاطر التي علينا
جميعاً أن ندرك مغبتها المؤلمة، وأن نضع حداً لها في مجتمعاتنا المسلمة وعلينا أن
ندرك أيضاً ما فرضه الله سبحانه وتعالى علينا تجاه النساء من دعوتهن إلى الخير،
وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر وأداء الحقوق الواجبة لهن.
كرامة المرأة في ضل الإسلام منذ ولادتها وحتى وفاتها
فإن الإسلام قد وفر للمرأة من الحقوق ما لم يوفره أي دين، ولا أي نظام، ومن الذي
يدعي أن المرأة لا تتبوأ في الإسلام مكاناً مرموقاً رفيعاً. وقد كرم الإسلام
المرأة في حالة ولادتها، وكرمها وهي طفلة تشب، وكرمها وهي زوجة، وكرمها وهي أم،
وكرمها حتى بعد وفاتها.
كرمها في حالة ولادتها وحتى تصبح زوجة
فالله سبحانه تعالى قد نعى على أولئك الذين يتألمون ويمتعظون إذا بشروا بالإناث
فالله تعالى يقول: ) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ
مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (85) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ
بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا
يَحْكُمُونَ ((23)
ولقد منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بالإناث وبالذكور، وامتنَّ علينا بالإناث قبل
الامتنان علينا بالذكور فقد قال عز من قائل: ) يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا
وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ ((24)
والنبي -صلوات الله وسلامه عليه- أخبر «أن كل من رزق إناث فرباهن وعلمهن وأحسن
تربيتهن حتى زوجهن كن له يوم القيامة حجاباً من النار».



وقد فرض الإسلام للزوجة حقوقاً لم يفرضها أي دين آخر، وكفى
بأن جميع الأنظمة إلى وقتنا هذا تسلخ الزوجة من نسبها، بعد أن تتزوج وتصبح تنتمي
إلى أسرة زوجها ما عدا الإسلام، فالإسلام وحده هو الذي يحفظ نسب المرأة ويجعل
المرأة تنتسب إلى أسرتها وقومها، ولا تفقد نسبها بعد الزواج بينما في وقتنا هذا
كثير من أولئك الذين يودون أن يقلدوا غير المسلمين، يحاولوا جهدهم أن يتركوا ما
فرضه الإسلام من انتساب المرأة إلى أسرتها وترك انتسابها إلى أسرة زوجها، والله
سبحانه وتعالى أمر أن تعاشر النساء بالمعروف فقد قال: ) فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ
أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ((25) وقال سبحانه وتعالى: ) مُّبَيِّنَةٍ
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدتُّمُ
اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ
تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20)
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم
مِّيثَاقًا غَلِيظًا ((26).
جاء رجل إلى الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- فعندما جاء قال له: يا رسول الله،
أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟ قال له: «أمك». قال: ثم من؟ قال له: «أمك». قال له:
ثم من؟ قال له: «أمك». قال له: ثم من؟ قال له: «أبوك ثم الأقرب فالأقرب»(27).
هكذا ينبه النبي صلى الله عليه وسلم على حق الأم ثلاث مرات ثم يذكر بعد ذلك حق
الأب معطوفاًًًً على حق الأم بـ(ثم) التي تقتضي المهلة والترتيب ولا يذكره إلا مرة
واحدة ثم يذكر بعد ذلك حق الأقرب فالأقرب. ففي أي دين، وفي أي نظام نالت المرأة
هذا التكريم الذي نالته في الإسلام.
تكريمها حتى بعد وفاتها



وكرَّم الإسلام المرأة وهي ميتة في قبرها، فقد ضرب النبي
-صلوات الله وسلامه عليه- أروع الأمثال في ذلك في وفائه لزوجه الأول أم المؤمنين
السيدة خديجة -رضي الله تعالى عنها- فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظِّم من
شأنها، ويرفع من مكانها حتى بعد وفاتها، ولم يكن يُقدم عليها غيرها من النساء حتى السيدة
عائشة -رضي الله تعالى عنها- التي هي بنت أحب الناس إليه، والتي تزوجها شابة في
مقتبل عمرها بينما تزوج السيدة خديجة -رضي الله تعالى عنها- وقد أدبر شبابها مع أن
شبابه صلى الله عليه وسلم كان مقبلاً آنذاك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه
يرعى حق السيدة خديجة كل الرعاية، وكان إذا ذبح شاة في بيته يقول: «أرسلوا منها
لأصدقاء خديجة»، فتقول له عائشة -رضي الله عنها- لم ذلك يا رسول الله؟ فيقول: «إني
لأحب حبيبها».
ولما دخلت بيته صلى الله عليه وسلم هالة(28) أخت السيدة خديجة -رضي الله تعالى
عنها- وكان صوتها يشبه إلى صوت بعيد أخذته الأريحية لما سمع صوتها وقال: «اللهم
هالة» فأخذت الغيرة السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- وقالت له: «يا رسول الله
ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين أبدلك الله خيراً منها» فقال النبي
عليه أفضل الصلاة والسلام: «والله ما أبدلني الله خيراً منها، والله ما أنت بخير
منها، لقد صدقتني إذ كذبني الناس، وآمنت بي إذ كفر بي الناس، وواستني بمالها إذ
حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء فجزاها الله عني خير
الجزاء، اللهم اجز عني خديجة بنت خويلد»(29)
هكذا يضرب النبي -صلوات الله وسلامه عليه- أروع الأمثال في رعاية حق المرأة حتى
بعد وفاتها، وهل نالت المرأة هذا التكريم في ظل الأنظمة والتشريعات، غير نظام
الإسلام وشريعته السمحة الغراء؟؟!
جمال المرأة وسيلة لجلب الزبائن وترويج السلعة للذين ينادون بتحرير المرأة



بينما نجد تكريم المرأة في وقتنا هذا عند أولئك الذين
ينادون بالمساواة بين المرأة والرجل، وينادون بتحرير المرأة. نجد تكريم المرأة عند
هؤلاء يتمثل في تصويرها عارية في المنتجات والبضائع حتى تكون هدف لجلب الزبائن وفي
تركها في معارض البيع لأجل جلب الزبائن أيضاً، وقد بلغت حقارة المرأة أنها أصبحت
تُصوَّر في أية بضاعة، بل أصبحت صورتها تستغل لنشر الرذيلة بين الناس، حتى
الدعايات للخمر تكون من طريق النساء، فتصور المرأة الحسناء وبين أناملها كأس،
وكذلك الدعاية للسجائر من طريق النساء فتصور السيجارة بين أنملين من أنامل المرأة
أو بين شفتيها، كل ذلك مما يدعوا للحزن والأسف على مكانة المرأة، وليس ذلك فحسب،
بل بلغ الحال إلى تصوير المرأة عارية، ولقد رأيت بعيني رأسي غير مرة في صحيفة
محلية تصدر عندنا صورة فيها المرأة عارية وبجانبها راديو سانيو وقد صُوِّرت تستحم
وتستمع إلى الموسيقى الهادئة من ذلك الراديو، وبينما صورت راقصة في نفس الصحيفة
على صورة شاشة تلفزيون لأجل دعاية لذلك التلفزيون، ولم يقف الأمر عند هذا الحد
فحسب بل صورة المرأة وهي مستلقية وكلب أعلاها، وتوحي تلك الصورة أنه يمارس الجنس
معها، ولقد تساءلت غير مرة كيف هانت المرأة على الرجل حتى رضي أن ينزلها هذه
المنزلة الدنيئة أليست هي أم للرجل؟ وأليست هي أخت له؟ وأليست زوجاً له؟ وأليست
بنتاً له؟ وكيف هانت المرأة على نفسها حتى سكتت عن ذلك كله؟؟!! (30).
التلاعب بكرامة المرأة أباد الحضارات والأمم وخلف الدمار للمجتمع
والمتذكر لتاريخ المدنيات الزائلة والحضارات البائدة، يجد أن سبب فناء تلك
المدنيات والحضارات التلاعب بكرامة المرأة، والتسويل لها بأن تخلع العذار، وأن
تهتك الستر، وأن تخرج عارية، وأن تغشى منتديات الرجال، فقد كان ذلك سبب لانتهاء
حضارة اليونان وحضارة الرومان، وفارس، وما حضارة أوروبا الحديثة من ذلك ببعيد(31)



والكل يدرك أن المرأة قد استغلت استغلالاً خطيراً في القرن
الرابع عشر الهجري المنصرم في البلاد الإسلامية وكانت تقف وراء تحريك المرأة
وتحريك المنظمات النسائية أيد أجنبية تدفع بالمرأة دفعاً إلى الهاوية والجحيم، فكل
دعاوى المرأة تحرير المرأة وقف ما ورائها المستعمرون وليس ذلك فحسب بل «الحركات
النسائية التحررية» مرتبطة كل الارتباط بالصهيونية العالمية كما كشف عن ذلك كتاب
«الحركات النسائية وعلاقتها بالاستعمار»(32) فعلينا أن ندرك ذلك.
قضية تحرير المرأة(33)
ولقد تولى كبرى الدعوة إلى تحرير المرأة في العصر الحديث في البلاد الإسلامية قاسم
أمين (34) بعدما كان له موقفاً غير هذا الموقف، وإنما دفعه إلى ذلك حبه للدنيا،
وحرصه على أن ينال رغبته منها، فلقد سبق لقاسم أمين أن ربى على ألماني وكشف زيف ما
كتبه الألماني في كتابه، وسند مزاعمه وبين كرامة المرأة في الإسلام، ولكن سبب ذلك سخط
الأميرة نازية فاضل التي كانت عائدة من أوروبا وقد شحن دماغها بالفكر الأوربي،
وأرادت أن تتبرج تبرج الجاهلية، وأن تتحرر من جميع القيم والفضائل،وكانت لها
الكلمة الأولى عند «اللوف لودر» الحاكم البريطاني في مصر فأراد قاسم أمين أن
يستعطفها وأن ينال رضاها، ولذلك ألف كتابه الذي دعا فيه إلى تحرير المرأة، ولقد
اعترف بعد ذلك أن تلك الدعوة كانت خطيرة جداً، وقد اعترف بذلك وهو على فراش الموت
في تصريح أدلى به وأوضح فيه أن دعوته أدركت خطورتها بنفسه، وأنه حمد الله على ما
نالها من الفشل، ولكن ردود تلك الدعوة السيئة قد منيت بعد ذلك حتى نبتت وأتت أكلها
المرة، ولا يزال العالم الإسلامي يجني أكلها المر إلى وقتنا هذا. ولقد قالت امرأة
قاسم أمين وهي أعرف بدعوته قالت: «إن دعوته كانت خطيرة جداً على المجتمع»



وكانت هذه المرأة مصونة محافظة على عفتها وكرامتها وظلت بعد
قاسم أمين حجة أكثر من أربعين عاماً، وهي لا تزال تحافظ على حجابها وعلى صونها
كرامتها، كما تحدث الأستاذ محمد فريد وجدي عن دعوة قاسم أمين الخطيرة، وبين
خطورتها وتحدَّث كثيراً من الكاتبين والكاتبات عن خطورة هذه الدعوة، ولقد تحدثت من
الكاتبات المشهورات في العالم العربي والإسلامي في هذا العصر الدكتورة بنت الشاطئ
عن سبب اندفاع النساء إلى هتك الستر وسبب دفع الرجال لهن إلى ذلك، ولقد قالت ما
معناه: «إن الرجال الذين غرروا بنا وحاولوا إخراجنا من البيوت أوهمونا أنهم
يريدونا أن يساوونا بذلك أنفسهم، بينما أرادوا بذلك أن يطلبوا بنا الضجر لدنياهم»،
وقالت: «إن كثير من النساء غرر بهن حتى أحتقرن الأمومة، واحتقرن الحياة الزوجية،
واحتقرن كل واجبات المرأة حتى قامت دعوة بينهن تدعو إلى حذف نون النسوة، كأن
الأنوثة مذلة ونقص وعار
هكذا تقول امرأة خبرت جميع أحوال النساء في العصر الحديث، وخبرت تحرير المرأة
وعرفت مغبته وخطورته ولقد كتبت كاتبات مسلمات يدعون في كتابتهن إلى التمسك بأهداب
الإسلام والعودة إلى الحجاب من جديد، ومن هذه الكاتبات السيدة نعمة صدقي صاحبة
رسالة التبرج، وكثير من الكاتبات الأخريات، وإنني لأهيب للآباء أن ييسروا لبناتهم
قراءة مثل هذه الكتب من هذه الكاتبات المسلمات اللواتي عرفن واجبهن تجاه دينهن،
ولقد رأيت في بعض المجلات تعليق من امرأة على ما يروى عن النبي -عليه أفضل الصلاة
والسلام- أنه سأل السيدة فاطمة(35) -رضي الله تعالى عنها- «أي حال خيراً للمرأة؟»
فقالت : له -رضي الله تعالى عنها- ألا ترى الرجل وألا يراها الرجل، فقبل النبي
-صلوات الله وسلامه عليه- بين عينيها وقال: «ذرية بعضها من بعض».



كتبت هذه الكاتبة تعليق على ذلك وقالت: إن أي رجل لا ينظر
إلى وجه امرأة نظرة فاحصة إلا ويصورها في خياله عارية، ولا يصبوا أي رجل بامرأة
إلا ويجب أن يتصل بها، وهكذا أخذت تحذر بنات جنسها من مغبة الاختلاط بالرجال ومغبة
هتك العذار، وخلع الستار، ومحبة إزالة هذا الحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى على
النساء ومع الأسف الشديد فإن كثير من الذين ينتمون إلى الأدب في مجتمعاتنا
الإسلامية يحاولون أن يُسخِّروا مواهبهم لتضليل المرأة وفي إخراجها من بيتها،
وإزالتها عن مكانتها التي بوأها الإسلام إياها ذلك لأن هذا النوع من الرجال لا
هَمَّ لهم إلا إرضاء شهواتهم وإشباع غرائزهم، فهم يحاولون جهدهم أن يضللوا بالمرأة
ليكون هذا التضليل وسيلة من وسائل استغلال المرأة لإشباع شهوة الرجل المنهوم.
نصائح للمرأة المسلمة
فما أجدرنا جميعاً أن نقف موقفاً حذر من أمثال هؤلاء، وما أجدر الفتيات المسلمات
أن يدرسن دينهن وأن يتمسكن بكتاب ربهن، وسنة نبيهن -صلوات الله وسلامه عليه- ولهن
في نساء المهاجرين والأنصار أسوة حسنة. و ما أجدر الآباء والأمهات أن يرعوا حقوق
بناتهم وأن يحفظوا لهن شرفهن وكرامتهن، وأن يحذروا كل الحذر أن يرزعن في عفافهن
وفي شرفهن ذلك الذي أدعوا إليه الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات.
الخاتمة
واسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل الغيرة في
قلوب رجالنا، والحياء في وجوه نسائنا، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه خير من أمور
الدنيا والآخرة، وأن يصرف عنا كل شرمن شرورهما، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المراجع
1 - القران الكريم
2 – المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي - رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين
3 – محمد قطب – واقعتا المعاصر - مؤسسة المدينة – الطبعة الثانية – 1408 ه – 1987
م



4 – الندوة العالمية للشباب الإسلامي الرياض – الموسوعة
الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة – الطبعة الثانية – 1409ه – 1989م
5 – تراجم أعلام النساء – إدارة البحث والإعداد في مؤسسة الرسالة بأشراف رضوان
دعبول – الطبعة الأولى – 1419 – 1989 م
6 – إبن منظور - لسان العرب، المكتبة التجارية، مصطفى أحمد الباز
الفهرس
م ... الموضوع
1 ... مقدمة البحث
2 ... المقدمة
3 ... استقامة المرأة سبب في استقامة المجتمع وانحرافها انحراف المجتمع
4 ... الفرق التكويني والفطري بين الرجل والمرأة
5 ... العلم الحديث يؤكد إن الذكر يختلف عن الأنثى
6 ... اختلاف الأحكام الشرعية ناتج عن اختلاف الجنس
7 ... الأحكام التي شرعها الإسلام للمرأة
* الحجاب الشرعي
* غض البصر وحفظ الفرج
8 ... غاية الإسلام من فرض هذه الآداب
9 ... الإسلام ينظم الفطرة ولا يعاكسها
10 ... الطهارة والعفاف يرفع من شأن المرأة
11 ... الإقتداء بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المهاجرين والأنصاررضوان
الله عليهم
12 ... تجنب الاختلاط مع الرجال في الأماكن العامة يصون من شرف المرأة وعرضها
13 ... كرامة المرأة في ظل الإسلام منذ ولادتها وحتى وفاتها
* كرمها في حالة ولادتها وحتى تصبح زوجة
* كرمها حتى بعد وفاتها
14 ... جمال المرأة المرأة وسيلة لجلب الزبائن وترويج السلعة للذين ينادون بتحرير
المرأة
15 ... التلاعب بكرامة المرأة أباد الحضارات والأمم وخلف الدمار للمجتمع
16 ... قضية تحرير المرأة
17 ... نصائح للمرأة المسلمة
18 ... الخاتمة
19 ... المراجع
20 ... الفهرس
هوامش



خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، زوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأول من صدقت ببعثته مطلقاً، كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وكان
تزويج النبي صلى الله عليه وسلم منها قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وقد أثنى النبي
صلى الله عليه وسلم على خديجة ما لم يثني على غيرها، توفيت – رضي الله عنها – قبل
الهجرة بثلاث سنين . تراجم أعلام النساء - إعداد وترتيب إدارة البحث والأعداد –
مؤسسة الرسالة – ص 110.
سورة التحريم الآية (10 )
سورة آل عمران آية (36 ).
خيط ينتج عن تكاثف مادة الكروماتين أثناء عملية الانقسام في الخلية .
أ- الرأسمالية : نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية يقوم على أساس تنمية
الملكية الفردية والمحافظة عليها، متوسعا في مفهوم الحرية، ولقد ذاق العالم بسببه
ويلات كثيرة، وما تزال الرأسمالية تمارس ضغوطها وتدخلها السياسي والاجتماعي
والثقافي وترمي بثقلها على مختلف شعوب الأرض .
ب - الشيوعية : هي مذهب فكري يقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء ويفسر
التاريخ بصراع الطبقات الاقتصادي وبالعامل ظهرت في ألمانيا على يد ماركس و انجلز،
وتجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرة في روسيا سنة 1917م بتخطيط من اليهود وتوسعت
على حساب غيرها بالحديد والنار، وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وهناك شعوب محيت
بسببها من التاريخ . ( الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة - الندوة
العالمية للشباب الإسلامي).
رواه البخاري في كتاب اللباس الباب 61 . وسنن أبي داود في كتاب اللباس الباب 62
وسنن الترمذي في كتاب أدب الباب 34 وأحمد في مسنده ج2 ص339.
سورة النور آية (30 ).
سورة النور آية (31 ).
سورة النور آية (31 ).
سورة الأحزاب آية ( 32 ).
سورة الأحزاب آية (32-33 ).



عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان من قريش، كبيرة
محدثات عصرها وأفقه نساء المسلمين وأعلمهم بالدين والآداب، ولدت بمكة في السنة
الثامنة أو التاسعة قبل الهجرة، كانت تكنى بأم عبدالله، تزوجها النبي في السنة
الثانية بعد الهجرة، فكانت أحب النساء إليه، وأكثرهن رواية للحديث عنه صلى الله
عليه وسلم توفيت في المدينة المنورة، وروي عنها 2210 حديث . معجم أعلام النساء – ص
269.
مروطهن تعني : جمع مرط وهو الإزار .
أخرجه البخاري في كتاب تفسير سورة النور ، الباب 29، 12.
صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن سفيان بن سعد، وقد روت صفية عن أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم وغيرهن، وروى الناس عنها فاكثروا . تراجم أعلام النساء – ص
251.
مرطها المرحل : ثوب عليها صور الرحال وهي الإبل بأكوارها لسان العرب ج 11 ص622.
معتجرات تعني : ثوب تعتجر به المرأة أصغر من الرداء وأكبر من المقنعة، والعجار ثوب
تلفه المرأة على استدارة رأسها ثم تجلب فوقه بجلبابها والجمع المعاجر. لسان العرب
ج4 ص544.
الغربان تعني : جمع غراب وهو الطائر الأسود المعروف، شبهت نساء الأنصار به
لاتخاذهن أكسية وملاحق سوداء .
رواه البخاري في كتاب تفسير سورة النور ، الباب24،12. وسنن أبي داود في كتاب
اللباس الباب 29.
الجاهلية تنقسم إلى قسمين: الجاهلية الأولى وهي ما قبل مبعث المصطفى صلى الله عليه
وسلم والجاهلية الثانية أو الحديثة فهي جاهلية القرن العشرين، وهذه أقبح وأسقط
وأنذل وأدنى من الأولى، ولا نظن أنه سبق في التاريخ مثيل لهذه الجاهلية على الرغم
مما تتحدث به كتب التاريخ عن حضارة الرومان وفارس واليونان وغيرها من هذه الحضارات
.
سورة الأحزاب آية (59)
رواه البخاري في كتاب النكاح ، الباب 111. ومسلم باب السلام ، رقم الحديث 20.
والترمذي في كتاب رضاع الباب 16. ومسند الدار مي في كتاب استئذان الباب 14. وأحمد
في مسنده ج6 ص 149و152.



سورة النحل آية ( 58-59 ).
سورة الشورى آية ( 49 ).
سورة البقرة آية (229).
سورة النساء آية ( 19- 20 ).
رواه البخاري في كتاب أدب الباب 2 . وفي سنن أبي ماجة كتاب الوصايا الباب 4 وأحمد
في مسنده ج2 ، ص327و391.
هالة بنت خويلد بن أسد أخت السيدة خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ورد ذكرها في حديث عائشة رضي الله عنها . تراجم أعلام النساء . ص 456.
رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار الباب 20 ومسلم في صحيحه باب فضائل الصحابة
رقم الحديث 78 وأحمد في مسنده ج6 ص118و150و154.



ولقد قامت الدعاية الإعلامية دوراً كبيراً في نشر مفاسد
أخلاقية والدعاية لها بشتى الصور والألوان من الكلمة المقروءة والمسموعة ومن الصور
المتحركة و الثابتة، حتى أصبح الكيان الأخلاقي للأمة الإسلامية مهدداً في أسسه
وقواعده، وأصبحت هذه الرذائل الأخلاقية تنخر في جسم الأمة كنخر السوس في الخشب من
حيث نشعر ومن حيث لا نشعر . فالأسرة المسلمة أصبحت مهدده في أعماقها، وتفشت فيها
الأخلاق المذمومة والعادات الرذيلة، أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، فأصبحت
المرأة سلعة يروج بها في الأسواق المنتجات. كما هو الحال في بعض أنواع الدعايات
التجارية التي تدوس القيم الأخلاقية في ترويج البضائع والسلع، كاستغلال الإنسان،
وخاصة النساء كوسيلة دعائية ترويحية، وذلك في أبشع الصور، وهذا ولا شك ليس مكرمة
للمرأة، ولا مفخرة للرجال وليس نوع تكريماً لهما، وهي من أساليب اليهود والنصارى
الذين يتفننون في أساليب نشر الرذائل، ويستغلون المرأة في إفساد الأمم والشعوب،
ودغدغة الشهوات الكامنة، ولو كان ذلك في الدعاية لأطنان من الحديد، وما علاقة
الحديد بالمرأة وما علاقتها بالسيارة ونحوه؟ وما نجد من صور لنساء عاريات على بعض
أنواع السلع لشيء مزر يندى له الجبين، ويساهم مساهمة كبيرة في نشر الرذائل
والموبقات، وهل رغبة حفنة من الناس لتحقيق الربح المادي يعتبر مبرراً شرعياً
للتنازل عن القيم والأخلاق الفاضلة والانحطاط إلى بؤرة الانحلال والفساد؟ وهل فكرت
المرأة على الخصوص فيما يصنع بها تحت شعار الحرية والمساواة؟ وهل هذه هي الحرية
والمساواة بأن تصور المرأة عارية من الثياب في الدعايات الإعلامية المقروءة
والمرئية؟ أم أنه الجشع والاستغلال في أبشع صورة .



إن الدعاية التجارية قد أنحت هذا المنحى غير الأخلاقي،
وأصبحت الدعايات التجارية تملأ صفحات وشاشات التلفزيون، تحت شعار إنتاج أكثر
وتحقيق ربح مادي أكبر. ضاربة بالقيم الأخلاقية= = الفاضلة والعادات النبيلة عرض
الحائط ، وهذا ما يأباه الحس الرفيع ، والقلب المنيب ومن عنده غيرة على دينه وأمته
، فسبحان الله كيف هانت على هؤلاء القوم أن ينزلوا المرأة هذه المنزلة الدنيئة بعد
ما كانت أماً وأختاً وبنتاً بأن يصوروها عارية… ينادون بتحرير المرأة فكيف حرروها
؟؟؟.
صار الجنس وعملياته شيئاً يرافق الفرد الأوربي أينما وجد وحيثما كان في حله
وترحاله وفي جميع جوانب حياته وغدا شيئاً مألوفاً لديه دون تمييز بين خير أو شر
ودون تفريق بين فضيلة أو رذيلة أو بين ضار أو نافع أو بين صالح أو فاسد. ففي تلك
المجتمعات نجد :
- الشباب الشارد السارد والمخمور في الحشيش والخمر والأفيون .
- الجيل المتحلل المائع المريض جسمياً وعقلياً ونفسياً .
- عصابات القتل والخطف والاغتصاب الجنسي .
- عصابات التهريب للمخدرات كالأفيون والحشيش .
- تجار الشهوات والغرائز وبيع الفتيات وتأجير البغايا .
- المواخير المرخصة لتأجير أجسام وفروج النساء .
- أفواج العاهرات والمومسات يحترفن الزنى لكسب الكفاف .
- الأغاني الفاحشة والموسيقى المثيرة والتمثيليات المهيجة .
- كتب الجنس ومجلات العري ومسارح الرقص والمجون . =
= إلى غير ذلك من مظاهر الشر والفساد مما لا يمكن عدها وحصرها، هذا ما صارت إليه
المجتمعات الأوربية شرقية وغربية بسبب التبرج والاختلاط والإباحية واللاإنسانية
وهو كما علمنا مصير محزن وخطير مؤلم ومرير. إلى أي نهاية ينتهون! إنه المصير
الخسيس الحقير، وإنها النهاية القاتلة المميتة المعدمة .



تحدث عن هذه القضية الأستاذ محمد قطب وأطوارها المتتابعة في
أوربا في فصل مستقل ( دور اليهود في إفساد أوروبا ) من أراد أن يرجع إليها فليرجع
إلى كتاب مذاهب فكرية معاصرة .
كتب عن هذه القضية بنوع من الشرح والتفصيل الأستاذ محمد قطب في كتابه واقعنا
المعاصر .
شاب نشأ في أسرة تركية أي محافظ فيه ذكاء غير عادي حصل على ليسانس الحقوق الفرنسية
من القاهرة وهو في سن العشرين، بينما كان هناك في عصره من يحصل على الشهادة
الإبتدائية في سن الخامسة والعشرين، ومن هناك التقطه الذين يبحثون عن الكفاءات
النادرة والعبقريات الفذة ليفسدوها ويفسدوا الأمة من ورائها. التقطوه وابتعثوه إلى
فرنسا لأمر يراد. اطلع قبل ذهابه إلى فرنسا على = = رسالة لمستشرق يتهم الإسلام
باحتقار المرأة وعدم الأعتراف بكيانها الإنساني، وغلى الدم في عروقه، وقرر أن يرد
على هذا المستشرق ويفند افتراءاته على الإسلام، ولكنه عاد بوجه غير الذي ذهب به؟
لقد أثرت رحلته إلى فرنسا في هذا السن الباكر تأثيراً بالغاً في كيانه كله، فعاد
إلى مصر بفكر جديد وعقل جديد ووجهة جديدة، عاد يدعوا إلى ( تعليم المرأة وتحريرها
) وهم يخططون لهدم الإسلام. يقول في مذكراته إنه التقى هناك بفتاة فرنسية أصبحت (
صديقة ) حميمة له وأنه نشأ بينه وبينها علاقة عاطفية، ولكنها ( بريئة ) وإنها كانت
تصحبه إلى بيوت الأسر الفرنسية والنوادي والصالونات الفرنسية ويكون فيها موضع
الترحيب. واقعنا المعاصر – محمد قطب – ص 250.



فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن
عبد المطلب الهاشمية القرشية، وأمها خديجة بنت خويلد، من نابهات قريش، وإحدى
الفصيحات العاملات تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://forsanislam.yoo7.com
Genius Girl

Genius Girl


عدد المساهمات : 227
نقاط : 54951
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

لترتقي فتاة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: لترتقي فتاة الإسلام   لترتقي فتاة الإسلام I_icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2010 5:38 pm

والنبي -صلوات الله وسلامه عليه- أخبر «أن كل من رزق إناث فرباهن وعلمهن وأحسن
تربيتهن حتى زوجهن كن له يوم القيامة حجاباً من النار»


هذا الحديث تتقشعر منه الأبدان كما أن الله قــــد أنصف المرأة وحماها بعد أن كانت توئد في الجاهليــــة


بارك الله فيكَ أخـــي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علياء

علياء


عدد المساهمات : 92
نقاط : 53608
تاريخ التسجيل : 05/09/2009
المزاج : احمد الله ... لاني مسلمة

لترتقي فتاة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: لترتقي فتاة الإسلام   لترتقي فتاة الإسلام I_icon_minitimeالخميس مارس 04, 2010 7:38 pm

موضوع هادف ..
شكرا على الطرح ..
geek
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لترتقي فتاة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة ''فلسطيني'' .....!!! لخلود فتاة فلسطينية
» عيد سعيد يا فرسان الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المتحدث الرسمي لـ فرسان الاسلام :: منتدى فارسات الاسلام-
انتقل الى: