الفخار
يعود تاريخ صناعة أول فخاريات
وجدت في عمان إلى عهد جمدت نصر (بداية الألف الثالث قبل الميلاد) وقد صنع الفخار
الذي يمكن الانتفاع منه منذ أن بدأ الإنسان يحتاج للأواني . أما الفخار الذي لا
يزال يصنع في القرى حتى السبعينات فه
و
يستخدم في أغراض عملية إلى حد كبير، وهو يشمل أواني ذات مسام
لحفظ المياه وأواني
للطبخ وأكوابا. ويعتمد مستوى الإنتاج والطرق المتبعة على نوعية الطين المتوفر
وعندما يكون الطين من النوعية السيئة تكون الطرق المستخدمة
بدائية.
لقد كانت بهلا ولفترة طويلة
مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد
صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات
ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة.
كانت هذه
الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة
التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة
الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن
أغصان مقطوعة.
وإن كل صانعي الفخار في شمالي عمان هم من الرجال بصورة
أساسية، فان
النساء أيضا كن يقمن بصناعة مواد من الفخار في صلالة كالمباخر
الجذابة والملونة، وطاسات
للمياه وغيرها من المواد التي يحتاج الناس إليها، ويتم
ذلك يدويا من
دون عجلة بالإضافة إلى أن صنع الفخار المزخرف يقوم به أفراد ذوو كفاءة عالية
فيصنعون أشكالا كالقوارب والسيارات والطائرات .
وتتميز بهلاء بجرارها الكبيرة المستخدمة في عملية تخزين التمر ومن ضمن الأشكال الأخرى المنتجة هنالك المباخر
ومزاريب السطوح وجرار الماء وأكواب المياه وجرار اللبن وأواني الحلوى أما أواني
الطعام فتصقل من الداخل، وفي القرون الماضية كان يستخدم الزجاج المصنوع في صحار
من أجل عملية الصقل هذه أما الصقل الذي تم في فترات لاحقة فكانت تدخل في مواد
محلية ذات نوعية أقل جودة.
ويمكن تكييف المواد الأساسية للمنتج
تبعا للغرض المصنوع من أجله ومثال ذلك إن يضاف الرمل إلى خليط الطين من
لجعل جرار الماء تحوي عددا أكبر من المسامات. ويستطيع صانع الفخار الماهر
صنع أكثر من خمسين جرة في اليوم الواحد . ويتم تناقل أسرار المهنة من
جيل لآخر وعادة ما يكون ذلك في نفس الأسرة وقد احتفظت بعض العائلات
بهذه المهنة لقرون عدة وقد أخبر صانع فخار في صلالة أحد الزوار الخبراء
أنه ورث أعماله الفخارية وأنها وصلت إليه من أسلافه في القرن السادس عشر وهو تاريخ أثبتت الدلائل صحته
فخار ظفار
غالبا ما تكون محارق البخور في ظفار من الفخار المزين
بالألوان الزاهية وقد بقي أحد معامل الفخار هذه
بيد أسرة واحدة في صلالة لمدة خمسمائة سنة. وظفار نفسها
هي موطن شجرة لبان البخور وقد كانت لقرون خلت مركزا واسعا للتجارة العالمية في البخور.
وما زال صمغ البخور يستعمل على نطاق واسع في الشرق الأوسط وفي الكنائس المسيحية في
الغرب.
البخور
من الصناعات العمانية التقليدية التي اشتهرت بها عمان " صناعة اللبان " التي جاءت
من شهرة محافظة ظفار منذ القدم بزراعة أشجار اللبان حيث كان اللبان العماني من أجود
البخور رائحة وطيبا، وقد أخذت تجارة اللبان دورها التاريخي في تصدير هذا المنتوج
إلى أسواق جزيرة العرب ومنها إلى دول العالم وكان مصدر تسويق هذه التجارة مدينة
سمهرم التاريخية التي أنشئت بالقرب من ولاية طاقة، وقد أدخل اللبان في صناعة البخور
والعطور المختلفة والمتنوعة مما جعل لهذه المنتوجات مميزات خاصة وشهرة واسعة وحتى
يومنا هذا لا يزال البخور العماني يحتفظ بصدارته بين أنواع الأطياب الأخرى وعليه
الإقبال الوافر والطلب المستمر من دول الخليج العربي ودول العالم.
الحلوى العمانية
تحظى الحلوى العمانية بشهر
ة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني
للكرم والأصالة، ذلك لأنها مرتبطة بالإنسان العماني ارتباطا وثيقا تمثل ماضية
العريق في عاداته وتقاليده وأسلوب حياته.
ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك
السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر،
حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في
(المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين.
وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد
الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة
أو دخان.
كما أن الحلوى يمكن أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة أشهر بدون أجهزة أو مواد
حافظة.
وعادة ما تقدم الحلوى في( الدست)، وهو طبق دائري كبير خاص بالحلوى،
إلا أنه
تختلف نوعيات وأحجام أواني التقديم فمنها الفخار والمعدن والبلاستيك، وذلك حسب
الطلب ونوعية المناسبة.
فالحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني من الحلوى
العمانية خاصة أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية وغيرها
إنها بحق زينة المائدة العمانية.
فن النقش على الخشب
يعكس فن النقش على الخشب باستثناء أعمال المجوهرات
والفضيات ذروة الأعمال الفنية في عمان،
وتعتبر الأبواب
المنقوشة ببراعة وبطريقة مزخرفة سمة تميز كل مدينة
وقرية عمانية سواء في المناطق الداخلية أو في مناطق
الساحل. كما توجد أبواب مشابهة في بعض مناطق شرق
إفريقيا وذلك عائد إلى التأثير العماني الذي كان
سائدا هناك. لقد كانت هذه الحرفة التقليدية تستخدم
زخرفات لتصاميم معينة تنقش على مؤخرة السفينة وعلى
سطحها المرتفع. ولم يتلاش هذا
الفن في عمان حيث لا يزال النقش على الخشب موجودا
لتزيين
الأبواب
والسفن على حد سواء وبخاصة في مدينة صور التي لم
تتغير فيها طريقة هذه الحرفة أو الطراز الذي تستخدمه
منذ عدة قرون. وغالبا ما تنقش على الأبواب آيات
قرآنية كريمة والتاريخ الذي تم نقشها فيه.
إن التصاميم
المنقوشة على الأبواب والنوافذ العليا هي تصاميم
إسلامية متنوعة تعكس نماذج هندسية أو أشكال أزهار
ويعتبر نقش الأزهار والأوراق من بين النماذج الأكثر
شيوعا. واشتهرت مدينة صور بسفنها الكبيرة
التي بنتها لتمخر عباب المحيطات وكانت مؤخرات هذه
السفن وأسطحها تزين بنقوش في غاية الجمال والبراعة.
ومما يدعو للأسف انه لم يبق أي من هذه السفن الكبيرة،
ومن هنا لا يمكننا تقدير جمال تلك النقوش إلا من
خلال صور ورسومات قديمة. ومهما يكن من أمر فان الأدوات
القديمة التي استخدمها النجارون والنقاشون كالأزميل
ومثقاب الخشب والقدوم والمطرقة والمثقاب المقوس
قد بقيت ولا يزال يستخدمها بناة السفن حتى يومنا
هذا.
صناعة الحلي والفضيات:
تعتبر
الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية
شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ
القديم
وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات
الاجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى
أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات السعيدة
إضافة إلى إنها كانت تمثل قيمة اقتصادية نظرا لكونها
من الصناعات التي يعاد تصنيعها لذلك كانت ترتبط
بالأوضاع الاقتصادية للمجتمع العماني ارتباطا بالوضع
الاجتماعي والحلي متمثلة في زينة المرأة كالمرية
والخواتم والحجول كانت تؤكد وتكرس لموروث بيئي
واجتماعي يعتز به العمانيون ولا يزالون يحافظون عليه
حتى وقتنا الحالي مع ادخال كثير من التجديد عليه..
وتأتي
صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية
التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات
جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان
كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت
من الأوقات.
السعفيات
المشغولات السعفية من أشه
ر
الصناعات الحرفية التي تشتهر بها المنطقة الوسطى في
البلاد وقد جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة
العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي
العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من
الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما
كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات
الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات
الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى
إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث
أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح
الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد
الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق
جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات
المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي
دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.