بسم الله الرحمن الرحيم ...
روى مسلم في صحيحه، وأحمد في المسند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
ذكر وصف لنساء يلبسن لباسًا لا يتسترن، وأنه يقع بسببهن فتنة، وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الأوصاف، والمقصود هنا هو أسنمة البخت.
فنقول: الأسنمة جمع سنام، وهو أعلى ما في ظهر الجمل.
والبخت نوع من الإبل عظام الأسنمة، وقد وصف هذا السنام بأنه مائل،
اظنكم عرفتم ما اتكلم عنه ...
بالتأكيد لاحظنا كثيرا ما تحمله وتفعله النساء والفتيات عموما، من تصفيف لشعورهن بطريقة تكون كنسام البخت (الجمل) وهو بتصفيف جدائل بعضها فوق بعض (أي جعل الشعر بعضه فوق بعض) ليكون شبيها بسنام الجمل... وغير اختيال في المشية....
وقد اختلف أهل العلم في صورة المنهي عنه كيف هي، فقيل:
1-يعظِّمن رؤوسهن بالخمر والعمائم، أو عصائب تلفها على رأسها، فيكون كبيرًا، قال النووي: هذا هو المشهور في تفسيره.
2-رفع ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن تزينًا وتصنعًا، قال القاضي عياض: ضَفْر الْغَدَائِر وَشَدّهَا إِلَى فَوْق, وَجَمْعهَا فِي وَسَط الرَّأْس فَتَصِير كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت, وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّشْبِيهِ بِأَسْنِمَةِ الْبُخْت إِنَّمَا هُوَ لِارْتِفَاعِ الْغَدَائِر فَوْق رُءُوسهنَّ, وَجَمْع عَقَائِصهَا هُنَاكَ, وَتُكْثِرهَا بِمَا يُضَفِّرْنَهُ حَتَّى تَمِيل إِلَى نَاحِيَة مِنْ جَوَانِب الرَّأْس, كَمَا يَمِيل السَّنَام.
3-تكثير الشعر، ورفعه فوق الرأس، وهذا المعنى يشبه السابق، والفرق بينهما أنها في السابق تفعل ذلك بشعرها، وهنا تزيد على شعرها بشيء تجعله فيه.
4-يَطْمَحْنَ إِلَى الرِّجَال وَلَا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ, وَلَا يُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ. وقال بهذا المازري، نقله عنه النووي.
منقول