حيفا
في أوائل القرن العشرين كانت أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة. واستوطن في المدينة عبر العصور جماعات مختلفة من عرب وأرمن ويونان وفارسيين وألمان وهنود، كما شجع ثيودور هرتسل اليهود على الاستيطان فيها في نكبة 1948 م تحول بعض سكان حيفا العرب إلى لاجئين حيث لم يسمح إلا للقليل منهم بالعودة إلى مدينتهم. بعض البيوت العربية المهجورة صودرت من إسرائيل، ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط الجماعات الداعية إلى النضال لتحرير الأرض، كان من حيفا في العصور القديمة : ما زال الغموض يكتنف نشوء المدينة، إذ لم يستطع المؤرخون تحديد الفترة الزمنية التي نشأت فيها المدينة، رغم أن معظم الحفريات الأثرية تشير إلى أن مناطق حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، كانت أحد أهم المناطق التي أقام فيها الإنسان حضارته، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ومناخها المعتدل وخصوبة أرضها، ووفرة المياه فيها، وقد تبين من خلال الاكتشافات الأثرية في المدينة أنها كانت من المدن التي استوطنها الإنسان منذ أقدم العصور . وعند شواطئ حيفا نشبت معركة بين الفلسطينيين والمصريين في عهد رمسيس 1191 ق.م، امتلك الفلسطينيون بعدها الساحل من غزة إلى الجبل، ولما استولى اليهود في عهد يوشع بن نون على فلسطين جعلت حيفا من حصة (سبط منسي). أصبحت تابعة لحكم أشير أحد أسباط بني إسرائيل، بعد سقوط الحكم الكنعاني . وقد تقلبت عليها الأحوال فهدمت وخربت مرات كثيرة في عهود الأمم التي تقلبت على فلسطين، كالآشوريين، و الكلدانيين و الفرس و اليونان و السلوقيين . وفي عام ( 104 م) خضعت حيفا للحكم المصري .